هل نحن أمة قال؟ لا أدري لماذا نقدّس الأشخاص ونحسب أقوالهم أو ما ينسب إليهم من أقوال ثوابت تتقدم على كل قول؟ فهذه ظاهرة لا يوجد ما يماثلها في مجتمعات الدنيا الأخرى، التي تمحّص القول وتخضعه لأنوار العقل، ولا قول عندها يدوم، كما يترسخ ويتكرر في واقعنا المدثر بالأقوال، فمعظم الذي وردنا مدونا يستند على "قال"، والكثير منه منسوب لأشخاص ورموز، لو اقرأ المزيد
إذا فقد الطير قوادم جناحه أو جناحيه فأنه يعجز عن الطيران، ويكون عرضة للافتراس من قبل بعض الحيوانات السائبة أو الداجنة، والطيور الجارحة، التي تنقض عليه ما أن تلمحه في محنة التمسك بالتراب. ولكي تفترس أي مجتمع عليك بقص قوادمه، وقوادم المجتمع حكوماته ونظام دولته، فخربهما وعليك أن تفعل به بعد ذلك ما تشاء. فالمجتمعات الفاقدة لقوادمها، تتمحن في ترابها وتتناحر مع بعضها اقرأ المزيد
عندما يُطرح أي سؤال عن التأخر العربي، يكون الجواب واحدا، وبمقاربات خامدة وعقيمة، لم يتحرر من قبضتها المفكرون والفلاسفة والمثقفون. ولا زلنا نقرن التأخر بأحداث مضى عليها قرون، وكأن المجتمعات الأخرى لم تحصل فيها أحداث أبشع وأقسى من التي عندنا. فعدم التقدم المتوافق مع إرادة العصر، ناجم عن أسباب نفسية ومشاعر سلبية، تفاعلت في الواقع الذي لم تتوفر فيه قيادات إيجابية ذات قدرات معرفية، ووعي تأريخي، وفهم لطبيعة الإنسان وجوهر ما فيه. وتفاقمت الحالة بعد الحرب العالمية الأولى، عندما أدركت الدول المنتصرة فيها، أن عليها أن تنيخ الشعوب وتستعبدها بآليات مباشرة وغير مباشرة، أو استعمار ناعم، وآخر خشن، اقرأ المزيد
انشغل المفكرون والفلاسفة والكتاب والمثقفون بتسطير ما لا يحصى ولا يعد من الأسباب، التي أوصلت العرب إلى ما هم عليه من حال ويمعنون بوصفه كما تشتهي أنفسهم، أو كما يُراد منهم أن يصفوه. أسباب خرافية، من فيض التصورات والتخيلات الصومعية التي أسهمت بزيادة الطين بله. بينما العلة الحقيقية تكمن في العجز عن تحقيق التلاحم والتعاون العربي المطلوب. فماذا لو تعاون العرب؟ ماذا لو تلاحموا بسلوكهم وعبروا عن وجودهم كصوت واحد؟ اقرأ المزيد
لعبة الحروب المعاصرة أصبحت تختار ميادينها وسوحها بعيدا عن الأطراف المتحاربة، وهذا ما يحصل في أوكرانيا وبعض الدول الأخرى. الأطراف المتحاربة تختار دولة ما، وتوهم شعبها بما تريده وتسخره لتحقيق أهدافها، فبلاده مدمرة، وأوهامه متفاقمة، وهم يحصدون ما يريدونه بلا خسائر مادية أو بشرية من طرفهم، فالخاسر الأكبر اللاعبون في الميدان. اقرأ المزيد
منذ نهاية الحرب العالمية الأولى والأمة تحت وطأة الحرب النفسية الغاشمة، التي قطّعت أوصال وجودها وقيّأتها معالم جوهرها، وأوقفت مسيرتها، ومنعت أجيالها من التعبير عن طاقاتهم وقدراتهم الحضارية الكامنة فيهم. وعندما نقرأ نواكب الأمة وويلاتها، يتبين أنها من نتاج زعزعة الثقة بالنفس والإمعان بالدونية والتبعية، وتعطيل العقل، وتسييس الدين، وتسليط الذين يحكمون بالوكالة. هذه العوامل وأخواتها، تحققَ تسويقها وترويجها بالتكرار والقوة، وبربطها بالدين الذي تحزّب وتمذهب وتمترس في كينونات متناحرة، يقودها تجار محترفون جعلوا البشر بضاعتهم فاستعبدوه و اقرأ المزيد
غاب الدنيا يتبختر فيه أسد هصور، يصول ويجول، ومنذ الأزل والحكاية في دوران متواصل، وكل ما عليها فان والأسد في أمان، فهو يتوالد ويبني عرينه ومملكته ذات المخالب والأنياب والأسنان. وعصرنا الغابي المقنع بالإنسانية والقيم السامية، فيه أسد لا يُطاوَل، تخضع له وحوش الغاب في غرب الدنيا ومشارقها، وحالما برزت لمواجهته بعض الذئاب والفهود والأسود، استنفر القابض على مصيرهم ودفعهم نحو مواجهة الخصوم الجدد اقرأ المزيد
من عجائب عوق الأمة أن نخبها تتمسك بالمصطلحات المستوردة من بلاد الآخرين، وتراها حسب ما تتوهم، وتفرضها على واقع لا يعرفها، ومنها العَلمانية من العالم، أو العِلمانية من العلم، واختصروا الموضوع بفصل الدولة عن الدين، وتمرغت الأجيال بهذا التوصيف المدمر المشين، فلا استطاعت أن تساير الدنيا بأنظمة حكمها، ولا بعلومها فأضاعت الاتجاهات. الكثير من المفكرين أو النخب، مصابون بعاهة الانبهار بالآخر البعيد، ومنقطعون عن تراث الأمة ومحطات توهجها الحضاري. وهناك مصطلحات أخرى كالازدواجية اقرأ المزيد
"قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا" عليك أن ترى ما ترى، وأرى ما أرى، فلا تحشر نفسك فيما أرى، فلكل منا عقله ومداركه، وعقولنا كبصمات أصابعنا لا تتشابه أبدا. ولا تقل أنك عارف بالدين وغيرك يجهل وعليه أن يتبع ما ترى وتقول، وتعطي لنفسك حق الإفتاء فغيرك ليس ملزما بما عندك، فالذي يعبد ربه يعرف كيف يقوم بذلك، ولا يحتاج إلى وسيط من أمثالك، فهذا تشويه للدين واستعباد للناس أجمعين. اقرأ المزيد
هذه الكلمات فسرت بأساليب متعددة، وما ترجمت بصيغة عملية، وحسبها الكثيرون أنها جوهر الديمقراطية كما يتصورونها، مع أنها ترجمت بوضوح منذ دولة المدينة وحتى قيام الدولة الأموية، ففي زمن حكومة المدينة، وفترة الخلفاء الراشدين، مضى الحكم على مبادئ الإستشارة، فكان القادة يستشيرون ذوي الدراية والعلم والمعرفة قبل اتخاذ القرار. اقرأ المزيد